ورد مفهوم التحديث في كثير من الأدبيات الغربية وماحذا حذوها من الأدبيات العربية دون تحليل نقدي الأمر الذي جعله في دولنا العربية شأنه شأن بلدان العالم الثالث لا يشير إلا إلى معنى محدد وهو أن تتجه عمليات التغيير صوب الغرب . وهذا حو حال كافة المفاهيم الوافدة "جاهزة الإستهلاك" رغم أنها تحمل رؤية كلية للعالم ونموذجًا معرفيًا يقضي بإقصاء أي رؤية كلية أخرى. بما يجعل ترويج هذه المفاهيم " الجاهزة للإستهلاك" بمثابة ترويج لمنظومة المؤشرات التي ترتبط بالمفاهيم في نموذجها الغربي، والتي تعاني من إشكاليات عديدة في بيئتها. وسوف تسعى الدراسة إلى القيام بعملية تفكيك للمفهوم ، وكي يتم ذلك ينبغي أولًا التعرف على منطلقات ما قبل المفهوم ، وهذا مهم لأن هذه المنطلقات تقدم تفسيرًا لرؤية " الأنا" الغربية لذاتها وتمركزها خول هذه الذات، ومن ثم رؤيتها لجدارة أن تكون" نموذجًا كونيًا" ليس أمام الآخرين إلا المحاكاة والتقليد للنموذج إن تغيوا تحديثًا. وسوف تستعرض الدراسة مفهوم الحداثة ، ثم أسس الحداثة الفكرية والآليات التي ارتكزت عليها،ثم الرؤى النقدية للحداثة من الداخل الغربي، ليأت المحور الأخير ما الحال حين يتم إعادة توطين المفهوم في غير بيئته؟